التغلب على المغص مقال بقلم:
الدكتورة/ سوزان ديكسون
ما هو المغص؟ جميع الأطفال الرضّع يبكون. هذا حقيقي في جميع أنحاء العالم. وهم عادةً يبكون أكثر بين عمر 3 أسابيع و3 شهور، ويكون ذلك البكاء الشديد عادةً خلال ساعات العصر والمساء. تتفاوت كمية البكاء التي يمكن أن نتوقّعها من الرضيع وفقاً لمزاجه والظروف المحيطة به، ولكن إذا وصلت إلى ثلاث ساعات أو أكثر يومياً لمدة ثلاثة أيام أو أكثر في الأسبوع خلال فترة ثلاثة أسابيع أو أكثر، فإن الخبراء يطلقون على تلك الحالة اسم "المغص."
قد يسبب المغص الإحباط والإرهاق للوالدين، خاصةً وأن سببه وعلاجه (فيما عدا الوقت) ليسا واضحين. ويبدو أن أفضل تفسير هو أنه خلال مرور الرضيع بتجاربه اليومية، تأتي تلك اللحظة عندما لا يستطيع جهازه العصبي، الذي لم يكتمل بعد، أن يتحمل المزيد من الضغوط. ونتيجةً لذلك، يصيب جميع أنظمة جسمه نشاط مفرط، ويشمل ذلك بطنه وأمعاءه وعضلاته، مما يجعل الاستقرار صعباً بالنسبة له، ولذا يبكي. ويميل الرضّع الحسّاسون والنشيطون إلى تكرار هذا النمط بسهولة أكثر، حتى أن المغص يبدو من الظواهر المتوارثة لدى بعض العائلات. ولحسن الحظ، عندما ينمو طفلك الرضيع ويتطور جهازه العصبي ينضج، فإنه يطوّر الكثير من المهارات التي تساعده على إغفال وحجب الأشياء التي تضايقه، وتمكنه من تهدئة نفسه بصورةٍ أفضل. ولكن إلى أن يأتي ذلك الوقت، قد تصبح حياة الأسرة قاسية للغاية بسبب ذلك المغص، فما الذي يمكنكِ عمله؟
كيف نهدئ الرضيع الذي يعاني من المغص؟ فيما يلي بعض الأساليب المجربة والصحيحة للمساعدة على تهدئة بكاء الرضيع:
• الحركة: الأرجحة على أرجوحة، الهدهدة، ركوب السيارة، الرقص بين ذراعي الأم أو الأب. ومن الواضح أن الحركة تساعد في التغلب على نوبات البكاء لدى الرضع. جربي أنواعاً مختلفة من الحركة، فالأطفال يختلفون عن بعضهم البعض.
• الصوت: الموسيقى (باستثناء الموسيقى المعدنية الصاخبة!)، الغناء، الأصوات الهادئة من مروحة أو أي جهاز آخر.
• اللمس: تظهر الدراسات أن حمل الرضيع باستعمال الحمالة الأمامية أثناء الجزء الأول من اليوم (في الوقت الذي لا يبكي فيه)، يؤدي في الحقيقة إلى تخفيض مدة نوبات البكاء المسائية، وليس عددها. أما عندما يبدأ الرضيع في البكاء، فقد يكون من المفيد تدليك ظهره أو الضغط على بطنه أو لفه جيداً ببطانية.
• التنفيس: أحياناً يزيد إحساس الرضيع بالضغط والانزعاج على الرغم من كل ما تفعليه لتهدئته. وهنا يكون الوقت قد حان لكي تغطيه جيداً وتضعيه في سريره، لينفس عن انزعاجه وحيداً حتى يهدأ. ويكون هذا التصرف مفيداً بشكل خاص إذا كنتِ أنتِ أيضاً قد أصبحتِ متوترة.
ماذا لو لم يكن السبب هو المغص؟ في بعض الحالات النادرة، قد تتسبب بعض الأطعمة التي تتناولها الأم المرضعة في إزعاج الرضيع. لذا حاولي التوقف عن تناول الكافيين أو الكرنب، التوابل أو الفاصوليا، وملاحظة إذا كان ذلك يساعد أم لا. أما إذا كانت رضاعة طفلك صناعية، فإن تبديل أنواع الحليب الصناعي نادراً ما يفيد، لذا استشيري طبيبك قبل أن تفعلي ذلك. كما يجب أن تنتبهي لأية أمراض أو إصابات قد يعاني منها الرضيع فقد يتسبب أي منها في بكائه أيضاً.